- هل ابتعتِ قمصان النوم، والملابس الداخلية أم أنكِ لم تفعلي بعد؟؟ سألتني أعز صديقاتي. فقلت: لم أفعل بعد، عادة ما تشتريها إحدى صديقات والدتي المتخصصة بالتجهيز للعرائس.
- لا أصدق، من أي العصور أنتِ يا شما؟ هل ما زالت هناك فتيات يعتمدن على هذه الطريقة في التجهيز؟ رجاءً يا شما، أخبريني أنكِ تمزحين.
شعرت بالإحراج، فمعها الكثير من الحق، لكن تلك العادات ما زالت سائدة على الأقل في عائلتي، ثم تابعت ناصحة: لا تعتمدي عليهن في أمر خاص كهذا، ليس وأنتِ المتعلمة والمثقفة، عليكِ أن تختاري هذه الأشياء بنفسكِ، أو بمساعدة صديقة في مثل عمركِ، ذات خبرة في التجهيز.
فكرت قليلاً، ثم عادت لتقول مجدداً:ه ل تمانعين لو ساعدتكِ، لدي خبرة بسيطة في ذلك، فقد كنت أساعد قريباتي وصديقاتي في الاختيار، إني موهوبة.
نظرت لها مترددة، فاستدركت: ماذا!!! ألا تثقين بي؟؟ إني متخصصة في ذلك، اسألي كل صديقاتنا المتزوجات حديثا، لقد أذهلتهن جميعاً.
كانت تلك صديقتي سحر، تعرفت عليها قبل عدة أعوام في المدرسة الثانوية، ثم جمعتنا الجامعة، وهي تدرس الفيزياء، وقد اشتهرت بيننا بالأناقة وحسن اختيار القطع والملابس، لكني أفكر في أمر آخر، هل ستوافق أمي على ذلك؟؟ فأمي لا تثق سوى في صديقاتها فيما يخص التجهيز، سأحاول، وقلت لها مع حماس ظاهر: أتعلمين سأحاول إقناع أمي بالأمر ،وسأرد عليكِ مساء اليوم.
كانت والدتي مشغولة بالتجهيزات طوال الأسبوع المنصرم، وكانت تحاول أن تجد الوقت؛ لنخرج للتسوق معاً، لكن وقتي لم يكن يسمح بسبب الدراسة...
- ما رأيكِ يا أمي لو تسوقت بنفسي فيما يخص الملابس الداخلية وقمصان النوم؟
- بالتأكيد هذا ما سيحدث سنذهب معاً، أنا وأنت وصديقتي.
- لا يا أمي، لم أقصد هذا، أقصد أن لي صديقة عبقرية في اختيار هذه الأشياء، عرضت علي المساعدة، فهل يمكنني الخروج معها للتسوق؟؟
- أنتِ تعلمين رأيي في هذا الأمر. لم أنس حتى اليوم ما فعلته علياء، حينما صرفت مبلغاً ضخما ًعلى شراء قميص نوم واحد، قالت إنه ماركة، قال ماركة قال، وفي النهاية لم يتحمل المكواه، وأضاعت كل ذلك المبلغ بسبب صديقاتها المهووسات بالماركات، دعكِ منهن جميعاً، وثقي بأن صديقتي محنكة في هذا الأمر، ثم إنكِ ستكونين معنا، ولن نشتري أي شيء، حتى تكوني راضية عنه .
تنهدت بعمق، لست متطلبة كثيراً في الواقع ، لكن شيئا ما جعلني أعيد الطلب مع بعض الإلحاح...
- لكن يا أمي، نحن الفتيات، لدينا ذوق خاص، وإن كنتِ تخشين أن أصرف مبلغاً كبيراُ، لا تعطيني سوى ما يمكنني صرفه، مبلغاً يكفي لثوب أو اثنين ما رأيكِ؟؟
نظرت لي بعينيها الحانيتين وهي تفكر ثم قالت: إن كان الأمر كذلك، فلا بأس، كم يكفيكِ؟؟
انتهت المحاضرة الأولى الساعة التاسعة والنصف صباحاً، والمحاضرة التي تليها تبدأ الواحدة ظهراً، وقد اتفقت مع سحر أن تمر عليّ عند التاسعة والنصف حتى يتسنى لنا زيارة المركز التجاري القريب من مبنى الجامعة، في الحقيقة لم يكن الأمر جدياً كثيراً بالنسبة لي، كل ما كنت أحاول فعله هو اختبار ذوق سحر، وأن استمتع بالتسوق أيضاً، لم يخطر في بالي أن هذه التجربة ستغير نظرتي إلى جسدي كثيراً!!!
- أخبريني كم تبلغ ميزانيتكِ لمشتريات اليوم؟ سالتني سحر بينما تحاول ركن السيارة، قأجبتها بتذمر: لم أحضر الكثير من المال، فوالدتي قلقة بشأن الأمر.
- أوه لا، كم يعني ؟؟ أخبريني كم ؟؟
- قلت لكِ القليل القليل!!!
- أرجوكِ حددي، لكي أعرف إلى أي المعارض نتجه؛ فكل معرض وله أسعاره.؟؟ .. فأخبرتها لترد عليّ قائلة : جيد، ليس بالقليل، إنه مناسب .
أثار ردها ارتياحي، فقد كنت أعاني الشعور بالإحراج. ..
كانت سحر تعرف ماذا تريد من السوق، لم نمر على اي محل عشوائياً، اخذتني مباشرة إلى أحد المحلات المتخصصة في بيع هذه القطع...
- أنظري هذا أحد المعارض التي أعرفها، وأسعاره مناسبة، يمكنكِ اختيار قطعة أو قطعتين، ثم سآخذكِ إلى معرض أخر، لديه نوع مختلف.
بدأت في تأمل المعروض، كانت هناك قطع جميلة وعصرية، أحببتها، وفكرت في اختيار إحداها، لكني تراجعت، لن تناسب جسدي على أية حال، ستظهر عيوب جسدي بكل تأكيد
ثم اتجهت نحو قطعة أخرى من الشيفون والدانتيل مكشكشة بها الكثير من الكسرات الطولية، وقصيرة، وتدعى باسم (بيبي دول) ، قلت في نفسي : ( مناسبة بالتأكيد فأنا على الأقل أتمتع بساقين جميلتين، هذه القطعة قادرة على أخفاء الوركين، وابراز الساقين ،فالتقطها، ووضعتها أمامي كاختبار مبدئي، لكن سحر التي كانت قريبة مني، قالت: لا، ولا تفكري حتى مجرد التفكير فيها. ثم بادرت إلى إبعادها من يدي..
ابتعدي عن هذه القطع، إنها لا تناسبكِ أطلاقاً، تحتاج إلى فتاة نحيييييلة.
أشعرتني هذه الكلمة بالمهانة، وطرقت على جرحي، فنظرت إلى سحر نظرة قاتمة، وكأنها فهمت فاستدركت : لما لا تجربين هذه، إنها تناسب نموذج جسدكِ، وتبرز مفاتنه .
- تبرز مفاتنه أم تخفي عيوبه؟؟!!! قلت معترضة ومنزعجة.
- ما بكِ يا شما ، لما هذه اللكنة الصفراء معي، أنا لم أقصد إهانتكِ، أرجوكِ إما أن تثقي بي، أو ننهي هذه الجولة الآن، ونبقي على صداقتنا. ثم أشارت إلى القميص الذي اخترته مسبقاً، وقالت: النحيفات جداً، يرتدين شيئاً كهذا؛ ليظهرن أنهن أكثر سمنة وامتلاء، هذه الكشكشات عند الصدر والأرداف تعطيهن ما يفتقدنه من امتلاء، بشكل خاص حين لايتمتعن بصدر جميل أو أرداف واضحة هل فهمتي الآن، أما أنتِ، فقد من الله عليكِ بجسد جميل، واضح الحدود، لهذا يناسبك أن تختاري قطعة تبرز مفاتنكِ، مغرية أكثر من كونها مريحة. اقنعني كلامها كثيراً، فبدأت أهدأ، بينما واصلت قائلة : لو كنت مكانكِ، ولو كان جسدي كجسدكِ لما ترددت للحظة في ارتداء هذه القطعة.
- وما هي ميزة هذه القطعة؟؟
- إنها مغرية أكثر من كونها قميص نوم، إنه نوع من الملابس الداخلية، معد خصيصاً للنساء اللاتي يتمتعن بجسد كجسدكِ، كالساعة الرملية، تعالى لأريكِ، أنظري هذه مجموعة أخرى منه، إنه موضة الجيل، لكن للأسف لا تستطيع ارتداءه كل النساء، فهو مثلاً لا يناسب من لديها جسد نحيل مسطح مثلي. رمقت القطعة بتفحص، بدت لي جميلة، ألوانها أيضاً.
قالت سحر بسرعة: خذي هاتين القطعتين جربيهما وأخبريني رأيكِ.
دخلت إلى غرفة القياس، ولم أكن واثقة من الأمر، حتى ارتديت القطعة الأولى، يا إلهي بدوت كالقمر، تحولت في لحظات من مجرد فتاة عادية إلى أمرأه فاتنة مثيرة، ممشوقة القوام، أعجبت بنفسي، واستدرت لأرى كيف أبدو من كل اتجاه، لم تكن هناك أية نتوءات في جسدي، لقد كان متناسقا مع القطعة، بالإضافة إلى الإكسسوارات الجميلة والرقيقة التي كانت تزينه.
رغم أن الارداف الكبيرة، كانت ما تزال في مكانها، لكنها بدت ساحرة مع هذه القطعة الجميلة، الإنسيابية اللطيفة، مع هذه القطعة لن أخشى أبداً أن أبدو بطبيعتي أمام زوجي، أقصد خطيبي الذي سيصبح زوجي. قلت بصوت عال؛ لتسمعني سحر في الخارج، والتي قالت بدورها: أرأيتِ، لقد أخبرتكِ!!!
- رائع يا سحر، أشكركِ من كل قلبي.
- فقط لتثقي وتتأكدي، لا توجد امرأه غير جميلة، هناك فقط نساء لا يعرفن كيف يظهرن جمالهن.
- هل حقاً أنتِ عاجزة عن ارتداء هذه القطع إنها جميلة هل جربتها؟؟
- نعم، ولم تناسبني ما إن أرتديها حتى أصبح مضحكة، فهي بحاجة إلى أوراك، وأرداف جميلة، وصدر ممتليء، جسد مكتنز يعني، وأنا شخصياً كما ترين مسطرة، والحمد لله.
- وماالذي يناسبكِ إذاً؟؟ لأن أختي الكبرى جسدها يشبه جسدكِ، فماذا أنصحها أن ترتدي؟؟
- القطع الصغيرة، البدي بالحمالات، مع التنانير القصيرة (المني سكيرت) مثلاً، أمم، تعالي سأريكِ نماذج منها.
- هل هذا يعني أنه لا يناسبني ارتداء السراويل القصيرة؟
- ليس تماماً، لكن ابتعدي عن تلك التي تنتهي أسفل الركبتين، لأنها تسيء إلى مظهركِ، تظهر وركيكِ أكبر حجماً، وتجعلكِ أقصر وأسمن. لم يثر كلامها غضبي أو تحسسي هذه المرة، بل على العكس لأول مرة بدوت قانعة متفهمة، لأني أخيراً اكتشفت ميزة جيدة في قوامي.
- أنتِ موهوبة فعلاً يا سحر، أين تعلمتي كل هذا؟
- بصراحة هذا شغفي، فأنا مهتمة بكل ما يتعلق بالجمال منذ طفولتي، وخلال سنوات مراهقتي كنت أحب أن أتابع مجلات الموضة والتجميل، وكنت ألتقط أي مقال أو موضوع في هذا المجال وأعد ملفات كاملة، يمكنكِ القول إني كنت أشبه بالباحثة في علم الجمال ههههههههه. أخبرتني بينما كنا نتناول بعض الكعك والعصير في أحد مقاهي المركز التجاري.
ثم واصلت: لكن ما صقل موهبتي حقا،ً هي دورة حصلت عليها مع دورة دانتيلا
كان يوماً مثمراً وحافلاً، عدت إلى البيت ومعي ثلاثة أطقم جميلة، وبعض الرضا إن لم يكن الفخر والسعادة، فبمجرد أن وضعت الأطقم الجميلة جانباً، استعدت شعوري السلبي تجاه وزني، وبدأت أفكر هكذا ، مع قوامي ذو الساعة الرملية، سأبدو أكثر جمالاً وإغراء لو كنت أنحف، ليتني أستطيع خسارة عشرة كيلوجرامات فقط، عشرة على الأقل آآآآآآآآه !!!
- أنتِ أفضل تدبيراً من علياء، لقد اكتسبتِ ثقتي، يمكنكِ تكرار الأمر، سأعطيكِ مبلغاً آخر إن أحببت، اشتري ملابسكِ الداخلية والخاصة بصحبة سحر، فبصراحة البنت فاهمة، وحكيمة في الشراء.
- شكراً أمي ،قلت بسعادة، لأني شخصياً أحببت كثيراً التسوق مع سحر، إنها حقاً موهوبة.
- أمي هل يمكنني دعوة سحر لتنتقي معنا فستان الزفاف الأبيض؟
- لا مانع، لكن لا تحرجيني أمامها، أنتِ تعلمين أن ميزانيتنا محدودة.
قلت متحمسة: بالتأكيد إنها تعرف ذلك، أشكركِ أمي .
يتبع...