- أعتقد أني بعد هذا المجهود سأنام... مارأيكِ أن نؤجل الخروج لوقت آخر؟ قال بينما كان مستلق قربي، فأجبته: كما تحب، أنا أيضاً أشعر بالتعب.
- جيد إذاً سأطلب الغداء، نتغدى ونعود للنوم !!!
تناولنا طعام الغداء واستسلمنا لنوم عميييييييييييييق،
استيقظت قبله، وأردت أن أنسحب بهدوء كي لا أزعجه، كانت الشمس قد غابت، واقترب موعد أذان المغرب، اغتسلت، وصليت، ثم تزينت مجدداً، وحينما خرجت كان ملاكي لا يزال نائماً، فكرت في أن أرتب ملابسه في الدولاب، فاقتربت من حقيبته، التي كانت مغلقة بالسحاب، فتحتها، وبدأت أخرج محتوياتها، وأصفها على الطاولة، كانت كلها مرتبة ومكوية، ومعطرة أيضاً، لا بد أن والدته أو إحدى شقيقاته اهتمت بالأمر، فهذه لمسات أنثوية بالتأكيد، لا يمكن أن يكون هو من رتبها على هذا النحو...!!!
كانت الملابس الداخلية في الأعلى، وبعض الأطقم البحرية في الأسفل، وصلت إلى آخر قطعة، كان إزاراً مطويا بإحكام، سحبته، وفتحته، لأفاجأ أوه لا... يا إلهي، ما هذا ...!!! غار قلبي في صدري، وشعرت بدوار، هل يعقل؟.. لمن هذه ...؟!!! لقد فوجئت بقطعتين من الملابس النسائية، قطعتان شكلهما غريب، لا أعرف كيف أصفهم لك، أشبه ببدل الرقص، لكنها ليست بدلا للرقص.
فيها الكثير من الخيوط، ولامعة، وتصدر صوتاً رناناً، بسبب بضع الاكسسوارات المعدنية التي تزينها، أشبه بفستان سهرة قصير فوق الركبتين، إلا إنهما (أوفر).. شعرت به وهو يتقلب على السرير، فأعدت القطعتين بسرعة إلى مكانهما، لكنه باغتني قائلاً: هل أعجبتك؟
فابتلعت ريقي من شدة الإحراج، وخشيت أن يفهم أني أتجسس عليه...
- لقد كنت أحاول ترتيب ملابسك في الدولاب حين رأيت.. .
- إنهما لكِ، كنت في السوق، قبل أسبوعين، وأثارا انتباهي، فأحببت أن أراهما عليك، اشتريت اثنين، كل قميص وله ما يميزه، هل أحببتهما ؟
كنت لا أزال تحت تأثير المفاجأة، لم أكن قد استوعبت الأمر، كان القلق والتوتر باديان على وجهي، فسارع إلى القول، وهو يهم بالجلوس: ليس عليكِ ارتداءهما إن لم يعجباكِ، على راحتكِ.
- ولما كنت تلفهما بالازار ؟
- خشيت أن تراهم أمي أو شقيقاتي، فقد كن بين وقت وآخر يضفن شيئاً ما للحقيبة، في الحقيقة هذا أمر شخصي للغاية، لا أحب أن يطلع عليه أحد سوانا... !!!
قلت معبرة عن تفهمي: صحيح.
ثم سرحت، كنت أفكر في القطعتين، أنا حتى لا أعرف كيف أرتديهما، الكثير من الخيوط، والكثير من الاكسسورات، فتحة الصدر مائلة، قطعة الخصر محفورة، قطع غريبة ومعقدة....
كان قد هم بالدخول إلى الحمام، فيما بدأت أضع ملابسه في الخزانة، وأفكر، كيف أنه فكر في هذا الأمر، وكيف بدا الإحباط واضحاً على وجهه، حينما أحس بأني لم أعجب بالقطعتين، تنفست الصعداء، وأنا أنظر للقطعتين أمامي فوق المنضدة، ... وقلت في نفسي: وما المشكلة فلأجرب، سأجربهما دون أن يعلم، فإن رأيت أنهما لا تناسباني تركتهما، وإن رأيت أنهما مناسبتان سأرتديهما أمامه، حتى لا يبقى الأمر في خاطره، ....!!!!
- هل تحبين أن آخذكِ إلى مطعم محدد للعشاء، مطعم تفضلينه؟ قال وهو يفرش سجادة الصلاة، ويبتسم تلك الابتسامة الحنون.
قلت بسعادة: أحب أن تختار أنت.
- هل تحبين الأكلات البحرية ؟
- يمي.
- حقاً، إذا ستأكلين اليوم ألذ الأطباق، هيا استعدي، كي لا نتأخر.
وقفت أمام الدولاب أختار ما سأرتديه في رحلة العشاء، أريد أن أبدو أنيقة، جميلة، ومميزة، أممممممم ماذا أختار لأبدو أجمل عروس في الدنيا؟ هذه، أم هذه، أخذت ما أحتاج إليه، إلا إني مددت يدي وسحبت القطعتين أيضاً، وقررت أن أجربهما ... دخلت إلى الحمام، وأقفلت الباب بالمفتاح، ..
أمسكت بالقطعة الأولى بين يدي، بدت الأكثر تعقيداً، سوداء من الستان، قصيرة جداً فوق الركبة، الظهر مفتوح إلى آخر خط الظهر تتدلى منه خيوط كثيرة، تنتهي إلى الوركين، أما الصدر فتزينه سلاسل مذهبة، مطعمة بالكريستال التركوازي، وبه كسرات رقيقة مطعمة بقطع من الشيفون،
ارتديت القطعة، وما إن رتبتها على قوامي، حتى وقفت أمام نفسي مذهووووووووووووولة، كنت في غاية الأناقة، كانت قطعة راقية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، غيرت شكلي، مظهري، بل وحتى شخصيتي، قطعة يا أستاذة ناعمة، من السمااااااااااااااء، شيء غيييييييير، .. غييييييير، وحينما جربت الأخرى كانت في نفس المستوى إن لم تكن أفضل،
إلا إني عدت وخلعتهما، وأخفيتهما في درج في الحمام، ثم تأنقت استعداداً للخروج.
يتبع...