ما الذي يبكيكِ الآن؟ قالت علياء بنفاذ صبر، فأجبتها باكية: ألا ترين ما حدث؟ فضيحة. الجميع بات يعلم أن ثمة امرأة تنازعني على زوجي.
- إنها فضيحةٌ في حقها وليست في حقكِ.
- أتعتقدين الأمر كذلك! إن الناس لا تفرق بين الظالم والمظلوم، إنهم يتحدثون فقط ولا يتوقفون عن ذلك طالما كانت القصة غريبة كقصتي.
- انتبهي لنفسكِ يا شما فمثل هذا الانهيار لن يفيدكِ بشيء، صدقيني هذه الحياة لا تحترم الضعفاء أبدًا. عليكِ أن تكوني امرأة قوية ومتماسكة، هذا إن أردت أن تنجي بهذا الزواج.
- هل لديكِ حل ما ؟
- دعيني أسمع أولاً منكِ ما حدث و بالتفصيل ثم أشور عليكِ بما أراه مناسبًا.
و بدأت أحكي لعلياء كل ما حدث بيني وبين مي.
- إذًا تقولين أن هزاع يؤكد أنها لا تهمه ولم يعد يفكر بها؟
- نعم هو دائمًا ما يؤكد ذلك.
- في رأيي أنها فتاة مجنونة، في الحقيقة أسوأ مما توقعت، ويبدو أن الأمر سيتعقد أكثر إن لم تسرعي بتداركه.
- وكيف أتداركه؟ إني حتى لا أعرف أين موقعي من كل هذه المعمعة.
- لا تعرفين أين موقعك؟ ياللخيبة! أنتِ المعنية بكل هذا، إنك المستهدفة. هي تقصد إسقاطكِ يا شما، أم أنها تفعل كل هذا لأجل ماذا؟
- لتستعيد حب هزاع.
- وماذا يعني ذلك يا ذكية؟
- يعني ... يعني أن تتخلص مني.
- تمامًا، هذا هو الهدف، أن تسقطكِ وتخرجكِ من اللعبة ليصفو لها الجو يا شاطرة.
- فهمت، لكن ما الذي يمكنني فعله هنا، كيف أتصرف؟
- دعيني أفكر قليلًا، سأجد لكِ بعض الأفكار.
قاطع حديثنا طرق مؤدب على باب الغرفة المغلق بالمفتاح، بادرت للسؤال : هل يبدو أني كنت أبكي.
- لا اطمئني وجهك يبدو طبيعيًا، فقط ابتسمي الآن... أكثر. جيد، ها قد بدأت الدماء تعود إليه من جديد. يبدو أنها سلامة افتحي لها الباب.
- هيا حالًا.
- سلامة، كيف الحال؟
- بخير، كيف حالكِ يا شما وكيف هو هزاع؟ بخير؟
- الحمد لله. ثم اقتربت لتسلم على علياء لتجدها وقد بدأت ترضع سعود.
- دعكِ مرتاحة اذًا، قالت سلامة وهي تسلم على علياء من بعيد: أمي هنا، ما رأيكِ أن ننزل لنجلس معها ياشما؟
- جيد، حالًا . رفعت حقيبتي ورمقت علياء بنظرة استئذان بينما قالت: سألحق بكن حالما أنهي رضعة سعود.
استمتعت بالجلوس مع والدتي وشقيقاتي والبندري ونوف، كانت جلسة حميمة. مر الوقت دون أن أشعر به، ولم تسنح الفرصة لي أنا وعلياء للجلوس وحدنا والحديث على انفراد و بشكلٍ خاص حينما انضمت لنا زوجة شقيقي حمد، وقريبة أخرى لنا؛ لتراني.
- العشاء جاهز. قالت سلامة.
بينما التفت حولي أطالعهن قائلة: كم الساعة، لم أشعر بالوقت!
- إنها الثامنة مساءً.
- يااااااااه مضى الوقت سريعًا!
بعد العشاء كانت هناك فرصة جيدة للانفراد قليلًا بعلياء إلا أن بكاء ابنها سعود لم يعطنا فرصًة للحديث.
تعالي ياشما، شاهدي هذا المسلسل فالبطل هنا يشبه هزاع. قالت أمي وهي تدعوني. فاقتربت منها وأنا أعلق عيني بشاشة التلفزيون وقلت: حقاً، هل يشبهه؟
- انظري واحكمي بنفسكِ أليس كذلك يا سلامة؟
- لا أعرف، في الحقيقة لا أذكر شكل هزاع هههههههه.
بينما قالت مروة : بلا يشبهه قليلًا.
وهنا بدأت أفهم ما تقصده والدتي فقلت: تقريباً يا أمي يشبهه في العيون والذقن، نعم يبدو وكأنه هزاع إن نظرت له من بعيد.
- يبدو أن هزاع يشبه أبطال التلفزيون. قالت أمي ببراءة.بينما علقت مروة: صحيح، إنه وسيم. لكن أمي نظرت إليها نظرةً قاسية وقالت: تأدبي هههههههه.
- ماذا قلت؟ هل من العيب أن أبدي إعجابي بزوج شقيقتي؟
لكن سلامة غيرت الموضوع: هل تريدين الفوالة هنا أم في الصالة الأخرى؟
- بل ضعيها هنا، فلم يتبق سوانا وهذه الصالة تكفينا. لا أريد أن يفوتني المسلسل هههههههههههه.
- انظري ماذا فعل هزاع يا شما - طبعًا تقصد بطل الفيلم.
- ما الذي يفعله الآن؟
- إنه يقفز الجدار ليصل إلى حبيبته، وهاهو يقطف لها الزهور من حديقة منزلها ههههههه.
- حقاً!
بدأت أندمج وأتابع المسلسل بينما كنا نشرب الشاي والقهوة ونأكل الحلويات، يبدو أن وزني سيزداد إثر كل هذه الولائم التي لبيتها مؤخرًا.
ها قد عادوا. قالت أمي حينما رأت أطياف كل من: أبي، حمد، فهد، وتركي تطل من بعيد.
دخل أبي إلى الصالة حيث قمت وسلمت عليه وقبلت رأسه، بينما رفع سعود بن علياء يديه في إشارةٍ إلى أنه يريد من أبي أن يحمله، فحمله وأنشغل بمداعبته وتقبيله، وهنا بدأت أسلم على حمد وتركي الذين قالا يبدو أننا لن نجلس طويلًا معكِ فهزاع ينتظركِ في الخارج .فقالت أمي متسائلة: ألن يدخل قليلًا ؟
- لديه عمل في الصباح الباكر. قال أبي موضحًا و تابع:هيا يا شما، لا تتأخري على زوجكِ.
فرمقت علياء بعينين محبطتين لأني كنت على أمل في أن نتحدث، لكن لا بأس فبيت أهلي ليس هو المكان المناسب للأحاديث الخاصة أبدًا، ثم لاحظت كيف أن تركي ينظر إلي أيضًا وكأنه ما زال يريد أن يخبرني بشيء أو أنه لم ينه حديثه اليوم.
حملت حقيبة يدي وسلمت عليهم جميعًا و خرجت إلى زوجي الذي كان ينتظرني في السيارة.
يتبع....