(( ماذا تعرف أنت عن حمدة يا علي ؟!!! إنك لا تعرف عنها أي شيء، كونها قريبتك، هذا لا يعني انك تعرف عنها الكثير فحسب ما علمت أنك لم تختلط بها مطلقا منذ أن بلغت إلى أن تزوجتما بمعنى أنك لا تعرف عن عالمها الخاص ولا عن شخصها شيء )) (( بل أعرفها أنها قريبتي أبنة عائلتي، أي انها تشبه شقيقاتي وجميع قريباتي في كل شيء، لا تختلف عنهم في شيء )) (( وهل تشبههم أنت !!!)) اطرق وقد باغته السؤال، فأكدت له (( تماما، رغم انك تربيت في ذات البيت لكنك لا تشبه الجميع، لكل إنسان شخصيته وقناعاته الخاصة حتى في البيت الواحد، حمدة لها شخصيتها التي لم تحاول يوما التعرف عليها أو اكتشافها واكتفيت باحكامك المسبقة عنها، لكن حمدة شخصية جميلة، وعميقة، تحمل في داخلها الكثير من المفاجآت لك، فقط لو حاولت التعرف عليها من جديد ))
كان ينظر لي كمن يقرأ في وجهي حقيقة ما أقول، كان مصدوما، سارحا، مستغرقا في التفكير، وكأنه ولأول مرة يسمع هذا الكلام أو يفكر في هذا الأمر .... ثم قال بصوت غير مسموع (( حمدة ...!!! اكتشف شخصية حمدة )) ...
لكني فهمت ما يجول في خاطره وقلت له (( غالبا ما تقبع الكنوز بالقرب منا، بحيث لا يتسنى لأنظارنا الممتدة للبعيد رؤيتها ))
(( وماذا سأجد لديها يا ترى ؟!! هل لديها هي الأخرى حياة سرية !!! )) (( لااااااا، ليست حياة سرية، وإنما شخصية خاصة لم يتسنى لك التعرف عليها، هذا المقصود، أما أن تندفع في الشك والوساوس فهذا يعني أنك لازلت معقد ومريض أيضا، فغالبا ما يتخيل الزوج الخائن أن زوجته تخونه، مع أنها بريئة ))
(( لا أقصد أني أشك بها، لكن ماذا تقصدين أن لديها شخصية غير التي أعرفها، لقد تزوجت بها لاني أعرفها جيدا إنها تربية بيوت العائلة العريقة، أمرأة خلقت لتهتم ببيتها وزوجها وأطفالها، فهل هذا يعني أنها ليست كما أتصور ))
(( إنها أهل لكل ذلك، وأنت تعرف، هي أهل للتربية والثقة، لكن هذا ليس كل شيء في حياتها، هي في نهاية المطاف انسانة، مثلك مثلها، بحاجة أيضا إلى الحب، وإلى التناغم والتواد في علاقتها الزوجية، فالمرأة يا أبا فيصل لا تتزوج لكي تأكل وتشرب وتنجب الأبناء، بل تتزوج لتشبع أحتياجات أخرى أيضا )) (( مشبعة، كلها مشبعة، كل يوم ...)) قطعته لأني أعرف ما سيقول (( وليس هذا ايضا، السرير ليس كل شيء، إنما الحب، التواد، إن ما تفعله معها مهين )) (( مهين !!! )) (( نعم، تحتاج المرأة لتشعر انها شريكة في السرير وليست مجرد أداة للمتعة والإنجاب !!!))
واستمرت الجلسات مع أبا فيصل عدة أشهر ....